د. رغدة النابلسي في اللقاء الافتتاحي لـ "الملتقى":

 

 

"تموت البيوت إن غابت نسائها" " ضد النساء- العلاقة ما بين السياقات الثقافية، الاجتماعية والسياسية"

 

افتتحت جمعية "نساء ضد العنف"، يوم الأربعاء الماضي، برنامج "الملتقى"، حيث استضافت في لقائها الأول المـُحاضِرة والباحثة د. رغدة النابلسي والتي استعرضت رسالة الدكتوراة خاصتها في موضوع الخدمة الاجتماعية حول "العنف ضد النساء من قبل أزواجهن: العلاقة بين السّياقات الثقافية، الاجتماعية والسياسية للقضية".

 

ادارت اللقاء علا نجمي –يوسف، مركزة مشروع تمثيل النساء في جمعية نساء ضد العنف، مرحبه بالحضور، حيث أكدت على مثل هذه اللقاءات التي تؤطر الطروحات الأكاديمية التي من شأنها أن توثق القضايا المجتمعية بطريقه تكون مرجعية لنا في عملنا، وأشارت "نحن لسنا بصدد اختراع العجلة من جديد لطالما طرحنا في نساء ضد العنف وكنا من أوائل الجمعيات المبادرة لوضع قضيه العنف ضد النساء على أجندة مجتمعنا منذ بدايه التسعينات واليوم بعد مرور 22 عام لا زلنا نطرح قضيه بتعدد جوانبها ومسارات العمل فيها مجتمعيا وبرلمانيا".

 

 

السيده عايدة توما – سليمان، مديرة جمعية نساء ضد العنف، تطرقت في مستهل حديثها إلى أن "الملتقى" هو برنامج شهري تطلقه "نساء ضد العنف" بهدف الاطلاع على الأبحاث الجديدة والهامة لباحثات وباحثين في مجالات البحث والدراسة ذات الصلة بقضايا النساء والمجتمع عامةً، وأصحاب الطروحات الساعية للتغيير المجتمعي. أيضًا، تُخطّط الجمعية لعقد لقاءات "الـمُلتقى" في عدة مواقع في البلاد وبالتعاون مع مؤسسات وحركات محلية، بهدف استثارة النقاشات والحوارات حول العديد من القضايا الواقعة في فلك الجمعية لدى قطاعات واسعة من مجتمعنا.

 

أشارت د. النابلسي، في اللقاء الذي عُقد في مكاتب الجمعية وشارك فيه العشرات، إلى أهمية البحث من أجل سماع أصوات النساء الفلسطينيات، المعرضات للعنف من قبل أزواجهن، من خلال كشفهن عن تجاربهن وتأثيرها، كما وصفنها"، حيث يكشف البحث أنّ المرأة الفلسطينية، التي تتعرض للعنف، تعرف مدى التأثير المدمّر للعنف عليها وعلى العائلة الضيّقة والموسّعة، وتعرف أنّها تحيا في مجتمع محافظ، يسمح بتعرضها للعنف، وهي تتحمل جزء من المسؤولية، بل في بعض الأحيان يتم توجيه الاتهام لها، حين يقوم زوجها بتعنيفها، إنّما، من جهة أخرى يتساهل المجتمع تجاه الرجل المُعنِّف.

 

"تموت البيوت إن غابت نسائها"، عنوان اختارته د. النابلسي لوصفها قصص النساء اللاتي قابلتهن لإجراء البحث، حيث تؤكد شهادات النساء وقصصهن على أهمية البيت ليس بالمفهوم الملموس للمكان، وإنما بالمفهوم العاطفي والانتماء للمكان والأرض والهوية. أكّدت هؤلاء النساء على أنهن لا يُردن تغييب هويتهن الفلسطينية عند اللجوء للمؤسسات الإسرائيلية المختلفة (الرفاه الاجتماعي، الاستشارة في المدارس، ومؤسسات حكومية أخرى)، حيث تؤثر قصصهن الشخصية وتاريخهن على خياراتهن الاستراتيجية داخل الأسرة والمجتمع وداخل الحيز الإسرائيلي.

 

كما ونوّهت إلى أن "البحث يتميّز بخصوصيته في التشديد على العلاقة بين المجتمع والتربية والواقع السياسي للمجتمع الفلسطيني وارتباطه بهذه التشعبات المجتمعية، مِن أجل فهم وتعريف أسباب العنف، تأثيره، التأقلم وطرق البحث عن مساعدة؛ إضافة إلى أنّه من الممكن أن يساهم هذا البحث في فتح أطر خدماتية ومؤسساتية مجتمعية جديدة المتعلقة بالسياق المجتمعي والتربوي والسياسي المطروح."